اسدل الستار على الدورة التكوينية الرابعة
للائمة الصحراويين التي انعقدت بمركز الشهيدة النعجة للاعلام والثقافة تحت شعار
"إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم ، وإنما الصبر بالتصبر" من الفترة
الممتدة مابين 10 الى 13ربيع الثاني 1434 هجرية ووقع المشاركون بيانا ختاميا توصلت
لاماب المستقلة بنسخة منه جاء فيه :
ـ البيان
الختامي ـ
بسم
الله الرحمن الرحيم
قال
تعالى: (يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) ونحن نختتم الدورة التكوينية
الرابعة للائمة الصحراويين المنعقدة في الفترة ما بين 10 الى 13ربيع الثاني 1434 هجرية
الموافق لـ 20 الى 23 فبراير 2013م بولاية بوجدور.
التي
شكلت وبحق إضافة حقيقية لرصيد الأئمة والخطباء الصحراويين في المحاور التي طالتها،
سواء كانت علمية أو وعظية أو إرشادية أو كانت أجوبة على أسئلة متفرقة.
كما
أزالت اللبس عن بعض ما التبس وأدنت البعيد وقربت الشريد بل كانت لبنة مباركة طيبة ضمن
بناء وتكوين الإمام الصحراوي والارتقاء بجوانب الفهم والسلوك والأداء لديه.
فجزا
الله خيرا هذه الكوكبة من العلماء الجزائريين الذين بذلوا الجهد والوقت وتجشموا عناء
السفر والناي عن الأهل والبلد ليكونوا مع إخوانهم الأئمة الصحراويين من اجل التدارس
والمذاكرة فكم هو بليغ في نفوسنا هذا التواجد وكم هو عظيم ما خلفه من اثر فلئن كانت
مذكراتنا حفظت هذا الجهد وارتسم في ذاكرتنا فلقد بلغ من نفوسنا الأعماق ولامس منها
كل ملمس طيب وكريم.
فجزأكم
الله خيرا، فوالله لئن كان ابو بكر ـ رضي الله عنه ـ تمثل بقول الطفيل الغنوي فلا نحن
نتمثل بما تمثل به ابو بكر :
جزا
الله جعفر حين أشرقت بنا
رجلنا في الواطئين فزلت
ابو
ان يملونا ولو أن أمنا
تلاقي الذي لاقوا منا لملت
فذو
المال موفور وكل معصب
إلى حجرات أدفأت وأظلت
ونحن
أيضا في نهاية هذه الدورة لا يفوتنا أن نهيب بكل جماهير شعبنا في اللجوء وفي المناطق
المحتلة وفي كل الأصقاع والبقاع إلى الوحدة والتماسك ورص الصف والانطلاق بخطى حثيثة
واثقة نحو تحقيق ذلك المسعى السامي والغاية النبيلة التي بذلنا من اجل الوصول إليها
الكثير على مر أربعين سنة زاخرة بالدماء والدموع صبرا على الآلام وتضحية بالآمال والأحلام.
فالله
الله في وحدة الصف والكلمة وسلامة التصور وصدق التوجه وإخلاص العمل ومضاعفة الجهد
فلا
تحسب المجد تمرا أنت آكله
لن تنال المجد حتى تلعق الصبرا
ونحن
أيضا نضع اللمسات الأخيرة على هذه الدورة التكوينية فإننا نوجه نداء إلى العلماء والأئمة
المغاربة ومن خلالهم إلى سائر علماء المسلمين انطلاقا من :
1 ـ
الأخوة في الدين تلك الآصرة التي لا تنقطع والوشيجة التي لا تنبت ولا يعلوا عليها اعتبار
.
2 ـ
من منطلق الاشتراك في الإرث النبوي الخاص الذي هو العلم والإمامة والدعوة.
3 ـ
من منطلق الإنسانية وحياة الضمير الذي لاشك أنكم أيها العلماء والأئمة المغاربة أولى
به من غيركم كيف لا وانتم ورثة الشفيق الرحيم والرؤوف بأمته قال تعالى: (لقد جاءكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
نوجه
إليكم نداء بالخروج عن صمتكم الذي دام أربعين عاما على ما ترونه من ظلم وقهر يمارس
في حق شعبنا العربي المسلم من قبل ملككم الذي لا يزيد مع الأيام إلا شدة وقسوة، ولا
أدل على ذلك مما شاهدناه هذه الأيام من محاكمة عسكرية جائرة لإخواننا المدنيين من معتقلي
اكديم أزيك لا لشيء سوى أنهم يطالبون حقا أصيلا ومشروعا وثابتا هو كما تعلمون خروج
المحتل الغاشم من أرضنا الغالية ورفع يد الظلم والبطش عن شعبنا الأعزل.
فإنه
حقيق عليكم انتم وسائر علماء المسلمين أن تخرجوا عن صمتكم وان لا تقولوا على الله إلا
الحق فيما ترونه من احتلال لأرضنا واضطهاد لشعبنا وانتهاك لعرضنا ومحاكمات ظالمة جائرة
وأحكام كاذبة خاطئة في حق أبنائنا وانتم تنظرون ونربأ بكم أن تقروا أو تؤيدوا فقولوا
الحق أيها العلماء وأقيموا العدل ولا تكتموا شهادة الله فإنه ستكتب شهادتكم وتسألون.
ونحن
نشرف على نهاية الدورة التكوينية للائمة الصحراويين فإننا نشد على يد عائلات ضحايا
البطش المغربي الغاشم ومن خلالهم إلى كافة الصحراويين أينما كان تواجدهم وندعوهم إلى
الصبر والاحتساب فإن مع العسر يسرا إنما العسر يسرا، وليس بعد هذا الضيق إلا الفرج
سنة الله في خلقه ومن رحم الأزمة تخرج الهمة ومن الظلام ينبلج الفجر، فابشروا فإن وعد
الله لا يتخلف والله مع الصابرين، فالله نسأل أن يفك اسر أسرانا ويرحم شهداءنا ويجعل
صفنا بنيانا مرصوصا لاعوج فيه ولا خلل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق