يطل علينا هذه الايام شهر كريم عظيم في قلوب المسلمين، ما إن يفرغ من صيامه حتى يبدأ الحنين إليه مرة أخرى، شهر صيامه يمحق اجر سنة كاملة، و العبادة فيه ركن كبير من الأركان الخمس لدين الإسلام، فيه تحرم اللذات و تتحمل النفس المكاره و المشاق و تكثر الطاعات ابتغاء جنة الرضوان و الانعتاق من النار.
في شهر رمضان تتناطح الفتاوى بين علماء المسلمين و قد يحدث الصائمون بعض الأخطاء التي يرتكبونها بجهل و من غير قصد، و لتفادي تكرار ذلك تستضيف جريدة الصحراء الحرة المدير الجهوي لمديرية الشؤون الدينية لولاية العيون الإمام إبراهيم حبوب السلامي حتى نناقش معه بعض المسائل الفقهية المتعلقة بهذا الشهر الفضيل.
ما هي أبرز معالم عمل مديرية الشؤون الدينية بولاية العيون؟تهتم مديرية الشؤون الدينية لولاية العيون بمجموعة من البرامج و الأنشطة كمعالم بارزة في صلب اهتمامها وأول هذه الاهتمامات المساجد التي تعتبر الركيزة الأساسية لمعالم الدين الإسلامي، و اول بيت اتخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم كجامعا للمسلمين لدى مقدمه إلى المدينة المنورة.
إن بناء المساجد، تطويرها، العناية بها و تأهيل قدرات القائمين عليها أمر أساسي و جد ضروري لفائدة المؤسسة التي ترعى الجانب الديني في المجتمع، و تقوم بأبرز الأدوار التوعوية و التوجيهية من اجل النهوض بواقع شعبنا إلى الأحسن، و تلك هي غايتنا الكبرى من وراء تفعيل دور المسجد حتى تصبح له نفس المميزات و المهام التي كان يقوم بها على مر التاريخ خلال قوة الدولة الإسلامية عبر القرون السالفة، فإذا نجح المسجد و وفق القائمون عليه نكون قد قدمنا خطوة لا باس بها في الاتجاه الصحيح.
فعلى مستوى ولاية العيون توجد ستة مساجد معتمدة و لله الحمد، مؤطرة و تابعة للمديرية الجهوية تبعية تامة، نتواصل باستمرار مع أئمتها الذين جزاهم الله خيرا لا يتوانون عن تلبية كل ما سطر في البرامج من مطالب و أوامر و توجيهات، و ذلك ما ينم عن بشارة خير تستشرف مستقبل الهيئة المشرفة على الشأن الديني بإذن الله.
و ما يزيد في قوة مؤسستنا الدينية الإقبال الفعال و المستمر لكل فئات المجتمع الصحراوي على المسجد، بحيث تتزايد الكثافة موسما بعد آخر حتى أصبحت بيوت الله تغص بالمصلين، ما يدفع بأضعاف أخرى إلى الصلاة خارج المساجد، و هي بشارة أخرى و منبع فرح كخطوة هامة، اطلب من مولانا عز و جل أن تكون في ذلك نوايا صادقة و أن يرزقنا جميعا الإخلاص و التقوى.
إن كلامي ليس مدعاة للقول أننا قد وصلنا إلى درجة الكمال، ولكن بما أننا بشر فإننا نخطئ و نصيب سواء على مستوى القائمين على المساجد أو على مستوانا نحن كمسيرين، لذلك لا يمكن التملص من صفة البشرية التي كتبها الله عز و جل علينا، حتى تضخم و تفخم أخطاؤنا التي قد يمشي الوصي على ذلك الجانب ضحية لزلل بسيط.
فما دامت هناك نوايا صادقة في إخراج هذا المجتمع من ظلمات الجهل إلى العلم و النور للتبصر ببصيرة دين الإسلام لدى القائمين على المساجد، فتلك إذن بشارة خير و مطمح غايتنا، لأننا نريد من المجتمع أن يعي جيدا طبيعة عمل و واقع هذه الفئة الشابة من ائمتنا الذين يعتبرون من خيرة أبناء الشعب الصحراوي، و في الوقت ذاته نحاول كسر الطابوهات التي تحد من الاتصال بين المجتمع و هذه الفئة حتى نقضي على فكرة .. نحن و أنتوما و كذا و كذا..، فنحن كل في كل و امتداد طبيعي لجذور امة مسلمة، صحراوية ذات عقيدة قوية و مستقيمة.
الأمر الثاني الذي يطبع عملنا يتمثل في التوجيه الديني: و كما هو معلوم يوجد على المستوى الوطني التوجيه الصحي و توجيهات و إرشادات أخرى في مختلف مجالات الحياة التنظيمية و التسييرية لدى المجتمع، كذلك يوجد عندنا التوجيه الديني الذي نقوم به على عدة مستويات، فربطنا المساجد بالدوائر من خلال التعاون و التشاور مع السلطات الولائية، حتى أصبح إمام المسجد يقوم بالتنسيق المباشر و يتدارس مع مسئول الدائرة شؤون المسجد و عمليات التوجيه الديني و بهذا كثرت الندوات العلمية و المحاضرات الدينية و لله الحمد.
حتى طبيعة المجتمع الصحراوي أصبحت تفرض علينا القيام بكل عمليات التوجيه الديني باعتباره مسلما بالدرجة الأولى و شعبا محبا بالفطرة لتعلم أحكام دينه الذي تستأنس أذنه سماع شرائعه أكثر من غيره.
و من جهة أخرى نقوم بنفس العملية على مستوى المؤسسات الجهوية كالمجلس الشعبي الولائي، بحيث يفتح لنا مجال فسيح لتقديم بعض النصائح و الإرشادات عبر مداخلات و محاضرات خاصة في حالة ما استدعت ذلك ضرورة ببروز ظواهر اجتماعية، سياسية أو أمنية معينة تشكل في طبيعتها خطرا على المجتمع.
و بالإضافة إلى ذلك، هناك التوجيه الذي يتم عبر الإذاعة الجهوية، أين نعد درسا أسبوعيا من نصف ساعة يعاد مرتين في ذات الأسبوع، و لكن لنا أيضا درس ديني يعتبر فاتحة البرمجة الصباحية للبث الإذاعي الذي نعده كل يوم عبر أثير إذاعة الزملة الجهوية.
أما على مستوى المساجد، فان عملية التوجيه الديني تتم عن طريق بعض الدروس الليلية التي تقام أحيانا عقب بعض الصلوات، أو بين و قبل صلوات النهار، و تستهدف هذه الدروس و المحاضرات المجتمع بصفة عامة في حالة ما طرا طارئ يهدد مصلحة الشعب او الدولة، بحيث يتم نصحهم و توجيهم إلى السبيل الصحيح و الآمن.
لذلك تحتاج كل هذه العمليات إلى تكامل تام بين السلطات الولائية و الهيئات القائمة على المؤسسة الدينية، و في هذا الإطار نشيد بالنوايا الصادقة التي لمسناها من لدن والي الولاية، رؤساء الدوائر، المجلس الشعبي الولائي و الإخوة بالإذاعة الجهوية، و حتى المجتمع الذي أصبح أرضية خصبة مساعدة لتطوير أساليب التوجيه الديني، لأنه فهم أخيرا أن في ذلك تكمن مصلحته و مصلحة الوطن.
و من اختصاص مديريتنا أيضا تدريس القران الذي تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة، بحيث ضعف الإقبال عليه على مستوى وطني، لان بعضنا فضل اللجوء إلى الدول المجاورة كي يدرس علوم القران، عندما لاحظ أن مدارسنا القرآنية نقصت ثمارها، لذلك نحن بصدد تفعيل هذه الآلية حتى نضمن خريجين صحراويين في علوم الشرع و حفظ للقران في المستقبل.
لدينا من الإمكانيات البشرية و المادية ما يكفي لتدريس المئات من الشباب علوم القران الكريم و السنة، و لدينا من المدارس القرآنية ما يلبي احتياجات دفع كاملة من طلبة العلم، فما علينا سوى تقوية و تمتين ركائز هذه المؤسسات بالتعاون بين الهيئات المختصة، السلطات الجهوية، أولياء التلاميذ و المجتمع ككل حتى نرقى بالدور المنوط بها إلى مصاف المدارس الإسلامية الأخرى.
هناك عدة أسئلة بقيت مطروحة منذ زمن تنتظر الاجابة، لماذا لا يتقدم مستوى تدريس القران و ينجح بالشكل الذي نجحنا به في ترقية ادوار المساجد؟، لماذا لم نر دفعات متخرجة في حفظ القران كما هو حاصل في دول العالم الإسلامي عموما؟، أين المنافسات الدينية، الحوافز و تقديم الجوائز للفائزين و الناجحين؟، لماذا إذن لم نصل بعد إلى مستوى هذه الدرجة بالرغم من تاريخ آبائنا المشرف في هذا المجال؟!.
و لكن، لله الحمد، نستبشر خيرا ما دامت هناك بعض المساجد ما زالت تقوم بهذا الدور و ليست مساجدنا كلها، لان بعضها لا يحتوي على مدارس، في الوقت الذي فشلت مدارس اخرى في هذا الجانب مع العلم آن سر فشلها يكمن في تأخر بعض الجهات المعنية في القيام بدورها الحقيقي تجاه هذا الموضوع.
أكيد انه في كل ولاية يوجد مجلس علمي، مما يتكون؟، و فيما يكمن دوره؟إن المجلس العلمي بولاية العيون يتكون من عدة أعضاء يرأسهم والي الولاية و ينوب عنه مدير الشؤون الدينية بالولاية، و أئمة المساجد، باعتبار أن هيئة المسجد تتكون من إمام، طاقم تسييري و مؤذن و يلعب الإمام هنا دور الرابط بين هذه الهيئة و المجلس العلمي.
يجتمع المجلس العلمي كل شهر و يتداول مجموعة من النقاط الهامة و المثارة سواء على الساحة السياسية أو الاجتماعية او غيرها، كتدارس بعض الظواهر التي تطرأ أحيانا على المجتمع من اجل التوجيه بشانها أو التحذير منها أو لفت الانتباه اليها، و على هذا الأساس نقوم بتوحيد خطب الجمعة و اختيار مواضيع الدروس و الخطب المناسبة مع الظرف و المحيط.
كما استنتجنا عبر الكثير من التجمعات أهمية و فاعلية هذا المجلس الذي أصبح يلعب دورا كبيرا في توحيد التصور و التفكير لاننا نلتقي مع السلطات الجهوية و نتناول عديد القضايا بنية صادقة ، لذلك استطعنا ان نخرج بقرارات موفقة قدمتنا و سددت خطانا في الكثير من القضايا التي عولجت بسبب النقاش الجاد و أسلوب التشاور الناجع.
على ذكر خطب الجمعة، ما المغزى من توحيدها؟إن الفائدة الأولى المرجوة من توحيد خطب الجمعة تعميم الفائدة و ضمان وصول التوجيه الديني في الوقت المناسب حتى يكون للموضوع صدى قوي داخل المجتمع و بالتالي نتيح لأفراد الأمة فرصة التطرق له و مناقشته في مجالسها و الحديث عنه بأسلوبها الخاص كانعكاس و مردود صحيح لتأثير تلك الخطب.
كما يعتبر توحيد الخطب الدينية و خاصة خطب الجمعة من أحسن الأساليب التنظيمية و التسيرية المحكمة، و الهدف من ذلك ربط المساجد بالمديريات الجهوية للشؤون الدينية، كمظهر سليم للمؤالفة بين قلوب الصحراويين من خلال الحديث عن همهم المشترك عبر هذه الخطب على مستوى وطني، لان الجميع يعرف أن التوحيد سر قوة الإنسان وقوة الدولة، بينما ضعفها يكمن في تفرقها و تشتتها.
كيف يمكن المزاوجة بين الخطاب الديني و التحريض السياسي ؟اعتقد أن هناك طرفين نقيضين و لهما ثالث وسطيا، إذ يرى البعض أن التحريض السياسي يجب أن يكون بعيدا كل البعد عن عمليات التوجيه الديني و نفس الشيء بالنسبة لأصحاب الدين الذين يعتبرونه مقدسا من المفروض أن ينأى عن كل شيء، و هذا ما اعتبره من خطا كبيرل، لان القسم الأول فيه مدعاة إلى فصل الدين عن الدولة و نفس الشيء للطرف الثاني، لهذا يعتبر الأخذ برأي هذه الأطراف مدعاة إلى صناعة السياسة بعيدا عن رأي الشريعة و الدين، و تلك دعوات مغرضة من أصحاب الأفكار المنحرفة، فلا داعي للالتفات إليها .
وفي رأيي، جميل جدا أن نحاول المزاوجة بين التوجيه الديني و التحريض السياسي لنصب كل التوجهات في مصب مصلحتنا حتى نضمن المردودية على العموم، و هذا ما تسعى الدولة الصحراوية لتحقيقه عبر ملتقيات الأئمة، المناسبات الدينية و التربصات الطارئة، أين يشارك السياسيون في صناعة القرارات و التوجهات العامة، جنبا إلى جنب مع الأئمة ليناقشوا و يخوضوا في المواضيع الهامة بجدية و اهتمام.
و قد ظهرت لنا ثمار التقاء المشارب الدينية و السياسية في تحديد مصير و توجهات الدولة خلال التربص الذي نظم في شهر ماي من هذه السنة، بحضور سلطات أمنية، سياسية و أئمة المساجد على مستوى وطني أين ناقشوا مسالة الهروب إلى المجهول كظاهرة جديدة لم يعرفها المجتمع الصحراوي من قبل، فركب موجتها الكثير من شبابنا دون علمه حتى بمرامي و أهداف وجهته و الله أدرى بالخلفيات.
لهذا يلتقي الجميع للبحث عن حلول للظواهر الطارئة في سبيل الخروج بقرارات يتفق فيها الشرع مع السياسة و بالتالي نتوصل في النهاية إلى حكم تشارك في صنعه جميع الأطراف، جماعيا و ليس فرادى، فكلما كان في القرار إجماع كلما كان له صدى و قوة في أوساط المجتمع.
يدخل علينا هذه الايام شهر رمضان المعظم ، ماذا أعددتم لهذه المناسبة الكريمة؟انه شهر للصيام فرضه الله سبحانه و تعالى على جميع المسلمين، فهو ليس بالبرنامج الطارئ و لا بالغريب علينا، و إنما هو حدث قار يطل علينا مرة واحدة في كل السنة، لذلك لا نجد أية صعوبة في التحضير له، بل نتخذ له نفس الخطط و البرامج السابقة، و أحيانا نغتنمه كفرصة لتصحيح زلات السنوات الفارطة كي نحاول تجنب تكرارها، لذلك نجد في كل برنامج جديد نعده تنوعا و تطورا عن سابقيه.
و كما أسلفت الذكر فان التوجيه الديني يتم شهريا بتعميم بعض المحاضرات و الدروس الدينية على مستوى الدوائر و المؤسسات الوطنية، و لكن في رمضان نغتنم شهر شعبان الذي يأتي عادة قبله، للتحسيس به و لتبيان الأحكام المتعلقة به كي لا نترك الصائم حتى يقع في الخطأ و من ثم نوجهه و نصحح له الطريق بل نضع بين يديه الدرب واضحا و من ثم نترك له القرار.
و في هذا الإطار نقدم الدروس و المحاضرات، كما نبث بعض الحصص الإذاعية عبر أثير الجهوية التي نستغلها اكبر استغلال خلال هذا الشهر، حتى خطب الجمعة تسير على هذا النحو الذي يصب في تحريض المجتمع و تحسيسه بأهمية هذا الشهر الكريم.
فخلال هذا الشهر يشعر الصائم أن هناك حركية غير معتادة تدب في روح المجتمع من خلال إحساس الناس بجسامة وعظمة مسؤوليتها تجاه هذه الفريضة الدينية و إن كان كل المسلمين يحملون في قلوبهم نفس الإحساس و الشعور.
إذن، أين دور المسجد في توجيه الصائمين خلال شهر رمضان؟.تنصب كل الأنظار في هذا الشهر الكريم نحو المسجد حتى الأصناف التي كانت تهجره تصبح تأويه في هذه المناسبة الدينية و بالتالي من واجب القائمين على هذه المساجد أن تشعر بهذا الإحساس و أن تضعه محل اهتمام، لهذا نحرص دوما على تحريض الأئمة باعتبارهم الفئة التي ستسهر على عملية التوجيه حتى يكونوا في اشد الاستعداد لهذا الشهر العظيم.
يجب أن يكون الإمام كفؤا مؤهلا متعلما و متفقها في الجانب الديني حتى يسهل عليه التعاطي مع المجتمع، لذلك نحث الأئمة على أن تكون الأساليب بسيطة على قدر استطاعة استيعاب الجميع، و أن يتفادوا كل الأساليب العلمية القوية أثناء تقديم الدروس التي يحضرها الجميع، و قد يحضر البعض الآخر لأول مرة في السنة خلال هذا الشهر فقط ، لهذا وجب ابتداع كيفيات لاجتذاب هذه الفئات.
كما ألححنا على ضرورة أن يكون إمام صلاة التراويح حافظا للقران، لأنه في حالة ما إذا ارتكب الكثير من الأخطاء في الصلاة امام المصلين أو في أثناء تقديمه للدروس فقد يؤدي ذلك إلى النفور و في بعض الأحيان التقليل من شان المسجد، و بالتالي لا يجب أن نخيب ظن المسلمين في هذا الميدان بل نعمل على تقديم صورة نموذجية عن المسجد النموذجي .. أصلى زينة، دروس زينة و توجيه ديني زين.. .
و من المفروض أن ينصب الحديث في هذا الشهر على القضايا التي تهم المجتمع الصحراوي، لأننا كنا نرتكب أخطاءا كبيرة في السابق عندما كنا نتحدث في محاضراتنا و دروسنا الدينية عن العموميات التي نستدل فيها بواقع مجتمعات و أمم أخرى، بينما نتجاهل واقع شعبنا، و لكن و لله الحمد استطعنا في الآونة الأخيرة أن نسلط الضوء و نعالج أمورنا الدينية و الدنيوية سواء ما هو واقع منها في مخيمات العزة و الكرامة او ما هو واقع في المدن المحتلة من الصحراء الغربية.
و في هذا الشأن كان لدينا بعض الأئمة ممن لهم أفكارا خاصة ..نحترمها طبعا.. تتفادى الحديث في دروسنا و خطبنا الدينية عن واقع إخواننا في المدن المحتلة، بالرغم من اهميتها في صلب ديننا الحنيف، فخوضنا في معانات شعبنا في المناطق المحتلة واجب ديني حث عليه الإسلام و الكلام عن ألامهم في المساجد هو بمثابة تضامن و تآزر معهم و دعوة إلى رفع الغبن عنهم و تضرع إلى الله سبحانه و تعالى لإخراج هذا الظالم الصائل عن وطننا و تحرير أرضنا و رجوعنا إلى بلادنا امنين مطمئنين، و تلك القضية مهمة جدا و ضروري أن تكون في أولويات الإمام الصحراوي و عند القيمين على المساجد و الأطر القائمة على المؤسسة الدينية بصفة عامة التي نوصيها بأهمية تمرير كل هذه الرسائل السياسية، الاجتماعية و حتى الأمنية عبر الخطاب الديني.
فهمنا المشترك هو الذي فرقنا و شتتنا، وقدومنا إلى ارض اللجوء ضرورة فرضها عامل الظلم الذي تعرضنا له بإجماع كل من أهل السياسة و الدين، و حتى الجميع يعرف جيدا أن الشعب الصحراوي طرد من بلده ظلما و عدوانا و نصفه الأخر ما زال تحت وطأة الاحتلال يعذب و يشرد و تنتهك أعراضه على مرأى و مسمع من العالم دون أن يحرك ساكنا.
و بالتالي سنحاول إنشاء الله أن نكثر في رمضان من الدعاء بالرجوع إلى ارض الوطن و بالنصر على القوم الظالمين، فيجب أن يكون شغلنا الشاغل في هذه الدنيا العمل من اجل العودة إلى الساقية الحمراء و وادي الذهب حتى نتمكن من تطبيق مقتضيات عقيدتنا و شعائرنا الدينية بكل حرية، لذلك ننتهز فرصة هذا الموسم العظيم و النفحة الربانية بتحسيس المجتمع بأهمية الوحدة و تحرير الوطن و بالتضرع إلى لله سبحانه و تعالى أن يرفع عنا ما نحن فيه من بلاء.
و هل تعتبر الإعلام مكملا ل لدور المسجد؟ أكيد، و هذا الأمر ظهر جليا من خلال التعامل الجيد الذي نتلقاه من طرف الإخوة الصحفيين العاملين بإذاعة الزملة الجهوية، والصفحات التي تنشرها جريدة الصحراء الحرة والإذاعة الوطنية و التلفزيون الوطني و ذلك بافتتاح أثيرهم بمحاضرات و دروس دينية، لهذا أشيد بالدور الكبير الذي تلعبه هذه الوسائط في تعميم التوجيه الديني، و لله الحمد فقد أثمرت تلك المجهودات في وسط المجتمع الذي نراه اليوم يناقش و يخوض في محتويات الدروس و المحاضرات التي تقدم عبر هذه الوسائط الإعلامية التي تعتبر أكثر منفعة و اكبر انتشار.
إن ما تقوم به هذه الوسائل الإعلامية يدخل في باب التعاون على الهم و المصلحة العامة، متمنيا لهم التوفيق في أداء مهامهم النبيلة، كما أتمنى ان يزيدوا من شساعة المساحة الإعلامية للمحاضرات و الدروس الدينية خاصة في هذا الشهر الكريم.
يتزامن شهر رمضان هذه السنة مع شهر حار من فصل الصيف، هل هناك كلام يود الإمام قوله في هذا الشأن؟
صحيح أن رمضان هذه السنة يأتي في ظرف استثنائي، و من هذا المنطلق أطالب القائمين على مديريات الشؤون الدينية أن يحرضوا الأئمة على التخفيف على الصائمين خاصة في صلاة التراويح التي ليس من شروطها ختم القران بقراءة حزبين كل ليلة من هذا الشهر الكريم و إنما ذلك مندوب و مستحب و ليس من الواجبات التي يأثم الإنسان مع تركها، و حتى على مستوى الدروس التي حبذا ألا تتعدى الربع ساعة، كي لا يتسلل الملل إلى قلوب الصائمين و بذلك نتفادى النفور الذي يعتبر اكبر هاجس يشغل تفكيرنا.
فالتخفيف دعوة إلى التسامح و الرحمة و اليسر أسوة بنبينا الكريم صلى الله عليه و سلم الذي يحثنا بقوله .. يسروا و لا تعسروا..، و يقول أيضا .. بشروا و لا تنفروا .. و بالتالي واجبنا التيسير في كل أمورنا و الابتعاد عن كل ما فيه عسر و صعاب، إضافة إلى ضرورة الإكثار من التبشير و ترك ما هو جالب للنفور.
كما اعتدنا رؤيته في السنوات الماضية، ينتشر كثيرا انتهاك حرمة رمضان بسبب ادعاء ارتفاع درجة الحرارة في هذا الشهر الكريم، فهل هناك رسالة في ذلك؟
إن كل إنسان ادري بشؤون نفسه، و لكن حتى إن كذب العبد على غيره فلا يمكن أبدا أن يكذب على رب العالمين الذي يعلم ما في الصدور.
صحيح انه في السنة الماضية برز تخوف كبيرا بين أوساط المجتمع الصحراوي أن شهر رمضان قد يرافقه مناخا ساخن، ولكنه مر بسلام و لله الحمد حتى المتخوفون صاموه كله بدون انتهاك لحرمة هذا الشهر المقدس. و هذا من الأمور التي نركز عليها في محاضراتنا التحسيسية، إذ نبين للصائمين على أن توفر الحرارة لا يجب أن يرتبط بنية سيئة تجاه هذا الشهر الكريم و إنما يجب ان تكون نوايانا صادقة إخلاصا لله سبحانه و تعالى الذي بيده الفصول و الأزمنة يسخنها و يبردها كما يشاء، و حتى إن تعدت درجة الحرارة مقياسها المعتاد فلا باس إن تعذبت النفس في طاعة الرحمان.
و إذا نظرنا في أصل صيام رمضان نجد أن غايته الأولى تكمن في ترويض النفس على كل ما تكرهه حتى تتزود و تتقوى بالايمان، لأننا مقبلون على حرب مع العدو نجهل تاريخها و كيفية إدارتها و قد تتزامن مع شهر رمضان، لذلك لا بد أن نصومه كما صامه من قبلنا مقاتلو جيش التحرير في سنوات الكفاح المسلح، الذين استطاعوا ان يحققوا كل هذه الانتصارات و المكاسب بفضل الله سبحانه و تعالى و تضحيات أولائك الأخيار الذين نعتبرهم أسوتنا الحسنة في كل شيء.
و كان الرسول صلى الله عليه و سلم يصوم في أيام اشد حرا من هاته و لكنه لم ينتهك يوما حرمة رمضان، و نفس الشيء بالنسبة للصحراويين الأوائل الذين كانوا يقدسون هذا الشهر مع العلم أنهم يعيشون في البوادي الصحراوية المعروفة بارتفاع درجة الحرارة في ظل غياب أجهزة التبريد التي قلما تجد بيتا من بيوت الصحراويين اليوم إلا و تتوفر فيه، و بالتالي انصح الجميع و نفسي الله الله في تقوى الله.. و أناشدكم بتعظيم هذه الشعيرة التي نتهاون في تأديتها كما تعظمها المجتمعات الإسلامية الأخرى.
من اجل الاستزادة فقط، ما هي معايير إثبات شهر رمضان، فضائله و الحكمة من صيامه؟إن الله عز و جل يقول في كتابه العظيم .. يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من أيام أخر و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خيرا له و أن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون، شهر رمضان .. إلى أخر الآية من سورة البقرة، و تتمثل الحكمة من تشريع الصوم في حصول تقوى الله جل و علا باعتبارها غاية كبيرة يجب على كل مسلم فهمها أحسن فهم، لأنها أعظم عبادة شرعها الله لعباده و التي تساعد النفس على القيام بإعمال تفوق طاقتها من باب تربيتها على طاعة الله سبحانه وتعالى في تحمل الصعاب و المشاق، ناهيك عن فوائد أخرى ندعوكم إلى استكشافها عبر متابعة الحصص و المحاضرات الدينية التي ستبث عبر الإذاعة الوطنية، التلفزيون و المساجد خلال أيام رمضان المعظم.
الغلو في الدين ظاهرة جديدة على المجتمع الصحراوي، ما هي سبل محاربتها و كيف تشرح ابرز مظاهرها ؟
تسارع مديرية الشؤون الدينية إلى تقديم حلول و معالجات لأي ظاهرة اجتماعية أو دينية تطرأ على المجتمع الصحراوي و منها ما تحدثت عنه في سؤالك المتعلق بالغلو في الدين الذي لا يعتبر ظاهرة مستجدة في حياة البشر، و إنما هي مستجدة فقط على الشعب الصحراوي.
فأي دين يوجد على سطح الأرض الا و يكون فيه الإفراط و التفريط، و هما جانبين متناقضين رافقا الإسلام منذ الأزل، فنجد مثلا تارك الصلاة و هاتك حرمة رمضان، بل نجد من يبدلهما أحيانا بفعل المنكرات و الفواحش، بينما ينتمي إلى العالم الإسلامي الذي يمقت كل هذه الأعمال المحرمة في ديننا الحنيف، لذلك نحذر من هذه الفئة غاية التحذير.
و في المجتمع أيضا نجد ظاهرة الغلو في الدين و مجاوزة الحد فيه و هي صفة نهانا النبي صلى الله عليه و سلم عنها حين قال: .. إياكم و الغلو في الدين إنما اهلك الذين من قبلكم الغلو..، و قال أيضا: .. هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون..، أي قالها ثلاث مرات، و المتنطعون هنا تعني المتشددون في الدين.
و لهذا نقوم بتأهيل و تفعيل ادوار المجلس العلمي و القيمين على الشأن الديني على مستوى جهوي من خلال التربصات و الملتقيات التي نعقدها بخصوص مناقشة هذه المواضيع التي تشكل خطرا على وجودنا، كما نتناولها أيضا على مستوى ملتقيات الأئمة التي تنظمها وزارة العدل و الشؤون الدينية سنويا، بحيث تلتقي الأئمة و تناقش ابرز القضايا التي منها ظاهرة الغلو في الدين، و بفضل الله استطعنا أن نتوصل إلى معالجة للكثير من الظواهر الغريبة على ديننا السمح و مجتمعنا المعتدل.
فالكثير من حاملي فكر التشدد قد تراجعوا عن سبيلهم بسبب مجهوداتنا الجبارة، بعد ما كانوا يعمدون إلى تكفير المسلمين، و يصفون الذي لا يشاطرهم أفكارهم بالمارق عن الدين، كما كانوا يعتقدون أن الدين الصحيح هو الذي يعتنقوه هم، وفيهم من كان يؤمن بالقول:.. إن تؤيد فكرتي فأنت مؤمن و إن تخالفني فاعتبرك مرتدا و خارجا عن دين الإسلام..، و تلك هي مظاهر الغلو و التنطع في الدين.
ولكن لله الحمد استطعنا أن نعالج هذه الظاهرة، و ذلك لا يعني أننا قد قضينا عليها كلينا، لأنه ما زال هناك بعض الشباب حملة هذا الفكر يعيش بين ظهورنا و لا أدل على ذلك انتشار ظاهرة الهروب إلى المجهول، لذا لا يجب أن نستغرب الأمر، لان الرسول صلى الله عليه و سلم قال أن الخوارج ما زالوا سيخرجون في أخر الزمان، فقالوا: و ما يفعلون؟!.. قال: يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان..، و من هذا المنطلق اعتقد أن بروز الخوارج في هذا الزمن هم الذين نصطلح على تسميتهم بأهل الغلو في دين الإسلام، لأنهم غلوا و كفروا المسلمين و استباحوا دمائهم و أعراضهم.
والدليل أننا كل يوم نشاهد و نسمع في الأخبار أنهم يقومون بالتفجيرات على مستوى البلاد الإسلامية و قل ما يفعلون هذه الأفاعيل إلا ما نذر في بلاد الكفر مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم فيهم، والذي نؤمن أن أي شيء قاله واقعا لا محالة.
و بالرغم من محدودية هذه الظاهرة فلا يجب أن نغفل عنها بل نستشعر بخطرها من اجل نصب احتياطاتنا الضرورية لاجتثاثها من جذورها، فنحن في هذا المقام نبين أسبابها و طريقة علاجها من باب المصلحة و ليس من باب الانتقام أو التشهير من شان احد أو الإساءة إليه و إنما نبحث في ذلك عن مرضاة الله سبحانه و تعالى و من ثم المصلحة العامة لهذا الشعب.
نحن ما زلنا نعيش كلاجئين، نعمل على توحيد صفنا و نطمح إلى طرد العدو، لهذا يجب أن نحارب هذه الظاهرة حتى لا ننشق فيما بيننا و حتى لا يبقى فينا من يكفر بعضنا.
و باعتبار أن هذه القضية أصبحت شغلنا الشاغل فقد عمم موضوع الغلو في الدين كدرس أساسي في خطب احد الجمعات على مستوى وطني من اجل تحذير الشباب و توجيهه بضبط عواطفه، حماسته و عنفوانه من خلال الالتزام بالوسطية، الاعتدال، السماحة و بالدعوة بالتي هي أحسن حتى يتفقه في دينه، لان الدافع الكبير إلى الغلو في الدين سببه الأول الجهل بدين الله عز و جل.
انتشار كتيبات و أشرطة سمعية تحرض على اعتناق ممارسات و شعائر دينية مخالفة تماما للطرق التي يؤديها بها المجتمع الصحراوي ، فهل من كلام في هذا الموضوع؟
سأجيب على سؤالكم من منظور شخصي، فبالنسبة لي اعتقد أن دين الإسلام لا يقاس بالمذاهب و لا بالأشخاص و إنما يقاس بالكتاب و السنة و ما ورد فيهما من أحكام دينية، إضافة إلى المسائل الفقهية المتداولة في المذهب المالكي، لذلك لا داعي للزيادة أو النقصان، كما لا داعي للانتقاد في ذلك أيضا.
يمكن فعلا أن يكون الشعب الصحراوي قد ألف الكثير من الأمور الخاطئة في ممارسته لشعيرته الدينية و لكن الكثير منها قد عولج و لله الحمد، و هذا أمر طبيعي جدا كوننا بشر نخطيء و نصيب، في الوقت الذي حافظ على بعض المسائل الأصيلة التي ما زالت مترسخة في ثقافته الدينية كالحث على الصلاة، الصوم و حفظ الأمانة و الصدق و غيرهما من الخصال التي لا تحتاج إلى كتب أو أشرطة تعليمة.
كيف تبرز أهمية الوحدة في المذهب الفقهي؟منذ أمد بعيد اعتمد المجتمع الصحراوي المذهب المالكي و ما زال عليه حتى اليوم، و من اجل الحفاظ عليه عقدنا ملتقى وطني للائمة قبل سنة أو سنتين تناولنا فيه موضوع المذهب المالكي، و خرج الجميع بخلاصة واحدة انه لا يجب أن يمس من المسائل الفقهية كي لا تخرج الفتاوى عن نطاق المذهب المالكي، لذلك اعتقد أن الوحدة في المذهب الفقهي مهمة جدا لتوحيد أي مجتمع مسلم من اجل ألا تتناطح الآراء و تختلط الفتاوى و بالتالي يهوى المجتمع ضحية لذلك.
الأسئلة الساخنةينتشر في وسط الشباب الصحراوي الانتهاك العلن لحرمة رمضان، هل هناك نصيحة تود توجيهها لهذه الفئة؟
أكيد.. و الهب المستعان .. ، ان مسؤولية ذلك تقع على عاتق أولياء الأمر، فنحن كأناس عاديين لسنا مكلفين بأي سلطة على هذه الفئة و إنما واجبنا نصحها و توجيهها لا غير، فلا نضرب و لا نعاقب لان ذلك من واجب ولاة الأمور كمسئول أول عن ردع هؤلاء السفهاء الذين ينتهكون حرمة رمضان في وضح النهار دون مبالاة و احتراما لشعور الصائمين.
و لكي نحد من ظاهرة الاجهار بالإفطار في رمضان اقترح أن يعاقب كل السفهاء بنشر أسمائهم كأمثلة عبر المهرجانات و المحاضرات، و بالتالي ادعوا الجميع إلى التواضع أمام الحق و التعاون على فعل الخير، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
يحدث أحيانا تفاوت في وقت آذان الإفطار بين المساجد و الإذاعة الوطنية، فمن يتحمل المسؤولية؟إن إمام المسجد هو الذي يتحمل مسئولية هذا الموضوع، لان المديرية المركزية للتوجيه الديني الفت توزيع رزنامة شهرية ثابتة لوقت آذان الإفطار و الإمساك لشهر رمضان، لهذا أعطيت لكل مسجد نسخة تبقى نسبة الالتزام بها متفاوتة بين المساجد، فدورنا كمديرية جهوية مكاتبة المركزية في الذين يخلون بهذه الرزنامة من اجل اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في حقهم.
و ماذا عن تأخر ترميم المساجد؟هذا الموضوع ما زال في قسم الأرشيف، بالرغم من أننا كاتبنا و بعثنا بالكثير من الرسائل، و وعدنا بالكثير من الوعود، و لكن لا جديد في ذلك إلى درجة أننا لم نر إلى حد الساعة أي مسجد قد رمم من طرف الجهات الوصية.
و أين وصلت إشكالية تقاعس فئة الشيوخ عن ولوج المساجد؟أكيد أن هذا الأمر صل في سنوات خلت، و لكن في الزمن الأخير و لله الحمد أصبح الكثير من الشيوخ يزاحمون المساجد في الصفوف الأمامية و ذلك أمر بات مشاهدا في الكثير من المساجد إلا ما نذر.
أسئلة شخصية
من هو قدوتك في الحياة؟
الرسول صلى الله عليه وسلم.
و ما أخر كتاب قرأته؟القران الكريم
من أي الوسائط الإعلامية تفضل استيقاء أخبارك؟أنا من المولعين بالمطالعة، و هي أحب شيئا لدي، لان بها بلغ الإمام البخاري ما بلع في درجات الإمام الكبير و نفس الشيء بالنسبة للإمام الزهري، و غيرهم من أئمة المسلمين، و المطالعة أيضا هي التي نفعتنا و لله الحمد في مسيرتنا العلمية، وبالرغم من أن الوسائط الإعلامية التي تختلف من حيث الخصوصية و طبيعة الوسيلة متوفرة، إلا أنني ما زلت أفضل الورقي منها لأنها أطول عمرا و تدوم أكثر من الخبر و المعلومة الإذاعية التي تمر في لحظات سريعة قد يدركها المتلقي و قد تفوته.
أمر آخر كنت تود الخوض فيه و لم نسألك عنه؟
علاقة السلطة بأئمة المساجد.
تفضل، ماذا تريد القول في هذا الشأن؟بالرغم من المجهودات المشتركة المبذولة لتطوير أساليب التوجيه الديني بصفة عامة، أتمنى من مسئولي الدوائر أن يتقوا الله في أئمة مساجدهم الذين أتمنى أن يقوموا بدورهم بكسر الكثير من الحواجز التي تفرق بينهم و بين المجتمع حتى نتفادى الأخذ بالأحكام المسبقة التي قد تكون في النهاية ظلما و جورا.
أخر كلمة..أشكرك شخصيا على الثقة الكاملة التي أوليتها لشخصي بفتحك لي هذا المجال الإعلامي باختياري ضيفا لحوار جريدتكم التي تعتبر من الوسائط الإعلامية التي ما زالت تثقفنا و تطورنا و التي بفضلها مدنا الله بقوة كبيرة كنا نفقدها.
لقد قرأت الكثير من الحوارات في جريدتكم التي تهدف إلى استنفار الذاكرة الجماعية بمحاورة أهل العلم و الثقافة و الدين .. جمعتو امعاهم في خيامهم ..، فاستخرجتم من صدورهم كنوزا كانت دفينة، لهذا اعتبر أنكم بذلتم مجهودا جليلا نتمنى أن يتواصل ليس في مجال الثقافة و التراث و السياسة فقط، و إنما أيضا في الميدان الديني، لان المجتمع الصحراوي ما زال يحفظ في جوفه الكثير من الأسرار القابعة في طي النسيان، لهذا يجب أن يعرف المجتمع أن هناك علماء و مشايخ و أئمة مقتدرين، إضافة إلى وجود طاقات ميتة قد لا يحييها غير الإعلام.
و اختم حديثي بقول النبي صلى الله عليه و سلم .. لا يشكر الله من لا يشكر الناس ..، و بدورنا نشكر طاقم جريدة الصحراء الحرة على إتاحتنا هذه الفرصة و أتمنى لكم التوفيق و النجاح.
في شهر رمضان تتناطح الفتاوى بين علماء المسلمين و قد يحدث الصائمون بعض الأخطاء التي يرتكبونها بجهل و من غير قصد، و لتفادي تكرار ذلك تستضيف جريدة الصحراء الحرة المدير الجهوي لمديرية الشؤون الدينية لولاية العيون الإمام إبراهيم حبوب السلامي حتى نناقش معه بعض المسائل الفقهية المتعلقة بهذا الشهر الفضيل.
ما هي أبرز معالم عمل مديرية الشؤون الدينية بولاية العيون؟تهتم مديرية الشؤون الدينية لولاية العيون بمجموعة من البرامج و الأنشطة كمعالم بارزة في صلب اهتمامها وأول هذه الاهتمامات المساجد التي تعتبر الركيزة الأساسية لمعالم الدين الإسلامي، و اول بيت اتخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم كجامعا للمسلمين لدى مقدمه إلى المدينة المنورة.
إن بناء المساجد، تطويرها، العناية بها و تأهيل قدرات القائمين عليها أمر أساسي و جد ضروري لفائدة المؤسسة التي ترعى الجانب الديني في المجتمع، و تقوم بأبرز الأدوار التوعوية و التوجيهية من اجل النهوض بواقع شعبنا إلى الأحسن، و تلك هي غايتنا الكبرى من وراء تفعيل دور المسجد حتى تصبح له نفس المميزات و المهام التي كان يقوم بها على مر التاريخ خلال قوة الدولة الإسلامية عبر القرون السالفة، فإذا نجح المسجد و وفق القائمون عليه نكون قد قدمنا خطوة لا باس بها في الاتجاه الصحيح.
فعلى مستوى ولاية العيون توجد ستة مساجد معتمدة و لله الحمد، مؤطرة و تابعة للمديرية الجهوية تبعية تامة، نتواصل باستمرار مع أئمتها الذين جزاهم الله خيرا لا يتوانون عن تلبية كل ما سطر في البرامج من مطالب و أوامر و توجيهات، و ذلك ما ينم عن بشارة خير تستشرف مستقبل الهيئة المشرفة على الشأن الديني بإذن الله.
و ما يزيد في قوة مؤسستنا الدينية الإقبال الفعال و المستمر لكل فئات المجتمع الصحراوي على المسجد، بحيث تتزايد الكثافة موسما بعد آخر حتى أصبحت بيوت الله تغص بالمصلين، ما يدفع بأضعاف أخرى إلى الصلاة خارج المساجد، و هي بشارة أخرى و منبع فرح كخطوة هامة، اطلب من مولانا عز و جل أن تكون في ذلك نوايا صادقة و أن يرزقنا جميعا الإخلاص و التقوى.
إن كلامي ليس مدعاة للقول أننا قد وصلنا إلى درجة الكمال، ولكن بما أننا بشر فإننا نخطئ و نصيب سواء على مستوى القائمين على المساجد أو على مستوانا نحن كمسيرين، لذلك لا يمكن التملص من صفة البشرية التي كتبها الله عز و جل علينا، حتى تضخم و تفخم أخطاؤنا التي قد يمشي الوصي على ذلك الجانب ضحية لزلل بسيط.
فما دامت هناك نوايا صادقة في إخراج هذا المجتمع من ظلمات الجهل إلى العلم و النور للتبصر ببصيرة دين الإسلام لدى القائمين على المساجد، فتلك إذن بشارة خير و مطمح غايتنا، لأننا نريد من المجتمع أن يعي جيدا طبيعة عمل و واقع هذه الفئة الشابة من ائمتنا الذين يعتبرون من خيرة أبناء الشعب الصحراوي، و في الوقت ذاته نحاول كسر الطابوهات التي تحد من الاتصال بين المجتمع و هذه الفئة حتى نقضي على فكرة .. نحن و أنتوما و كذا و كذا..، فنحن كل في كل و امتداد طبيعي لجذور امة مسلمة، صحراوية ذات عقيدة قوية و مستقيمة.
الأمر الثاني الذي يطبع عملنا يتمثل في التوجيه الديني: و كما هو معلوم يوجد على المستوى الوطني التوجيه الصحي و توجيهات و إرشادات أخرى في مختلف مجالات الحياة التنظيمية و التسييرية لدى المجتمع، كذلك يوجد عندنا التوجيه الديني الذي نقوم به على عدة مستويات، فربطنا المساجد بالدوائر من خلال التعاون و التشاور مع السلطات الولائية، حتى أصبح إمام المسجد يقوم بالتنسيق المباشر و يتدارس مع مسئول الدائرة شؤون المسجد و عمليات التوجيه الديني و بهذا كثرت الندوات العلمية و المحاضرات الدينية و لله الحمد.
حتى طبيعة المجتمع الصحراوي أصبحت تفرض علينا القيام بكل عمليات التوجيه الديني باعتباره مسلما بالدرجة الأولى و شعبا محبا بالفطرة لتعلم أحكام دينه الذي تستأنس أذنه سماع شرائعه أكثر من غيره.
و من جهة أخرى نقوم بنفس العملية على مستوى المؤسسات الجهوية كالمجلس الشعبي الولائي، بحيث يفتح لنا مجال فسيح لتقديم بعض النصائح و الإرشادات عبر مداخلات و محاضرات خاصة في حالة ما استدعت ذلك ضرورة ببروز ظواهر اجتماعية، سياسية أو أمنية معينة تشكل في طبيعتها خطرا على المجتمع.
و بالإضافة إلى ذلك، هناك التوجيه الذي يتم عبر الإذاعة الجهوية، أين نعد درسا أسبوعيا من نصف ساعة يعاد مرتين في ذات الأسبوع، و لكن لنا أيضا درس ديني يعتبر فاتحة البرمجة الصباحية للبث الإذاعي الذي نعده كل يوم عبر أثير إذاعة الزملة الجهوية.
أما على مستوى المساجد، فان عملية التوجيه الديني تتم عن طريق بعض الدروس الليلية التي تقام أحيانا عقب بعض الصلوات، أو بين و قبل صلوات النهار، و تستهدف هذه الدروس و المحاضرات المجتمع بصفة عامة في حالة ما طرا طارئ يهدد مصلحة الشعب او الدولة، بحيث يتم نصحهم و توجيهم إلى السبيل الصحيح و الآمن.
لذلك تحتاج كل هذه العمليات إلى تكامل تام بين السلطات الولائية و الهيئات القائمة على المؤسسة الدينية، و في هذا الإطار نشيد بالنوايا الصادقة التي لمسناها من لدن والي الولاية، رؤساء الدوائر، المجلس الشعبي الولائي و الإخوة بالإذاعة الجهوية، و حتى المجتمع الذي أصبح أرضية خصبة مساعدة لتطوير أساليب التوجيه الديني، لأنه فهم أخيرا أن في ذلك تكمن مصلحته و مصلحة الوطن.
و من اختصاص مديريتنا أيضا تدريس القران الذي تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة، بحيث ضعف الإقبال عليه على مستوى وطني، لان بعضنا فضل اللجوء إلى الدول المجاورة كي يدرس علوم القران، عندما لاحظ أن مدارسنا القرآنية نقصت ثمارها، لذلك نحن بصدد تفعيل هذه الآلية حتى نضمن خريجين صحراويين في علوم الشرع و حفظ للقران في المستقبل.
لدينا من الإمكانيات البشرية و المادية ما يكفي لتدريس المئات من الشباب علوم القران الكريم و السنة، و لدينا من المدارس القرآنية ما يلبي احتياجات دفع كاملة من طلبة العلم، فما علينا سوى تقوية و تمتين ركائز هذه المؤسسات بالتعاون بين الهيئات المختصة، السلطات الجهوية، أولياء التلاميذ و المجتمع ككل حتى نرقى بالدور المنوط بها إلى مصاف المدارس الإسلامية الأخرى.
هناك عدة أسئلة بقيت مطروحة منذ زمن تنتظر الاجابة، لماذا لا يتقدم مستوى تدريس القران و ينجح بالشكل الذي نجحنا به في ترقية ادوار المساجد؟، لماذا لم نر دفعات متخرجة في حفظ القران كما هو حاصل في دول العالم الإسلامي عموما؟، أين المنافسات الدينية، الحوافز و تقديم الجوائز للفائزين و الناجحين؟، لماذا إذن لم نصل بعد إلى مستوى هذه الدرجة بالرغم من تاريخ آبائنا المشرف في هذا المجال؟!.
و لكن، لله الحمد، نستبشر خيرا ما دامت هناك بعض المساجد ما زالت تقوم بهذا الدور و ليست مساجدنا كلها، لان بعضها لا يحتوي على مدارس، في الوقت الذي فشلت مدارس اخرى في هذا الجانب مع العلم آن سر فشلها يكمن في تأخر بعض الجهات المعنية في القيام بدورها الحقيقي تجاه هذا الموضوع.
أكيد انه في كل ولاية يوجد مجلس علمي، مما يتكون؟، و فيما يكمن دوره؟إن المجلس العلمي بولاية العيون يتكون من عدة أعضاء يرأسهم والي الولاية و ينوب عنه مدير الشؤون الدينية بالولاية، و أئمة المساجد، باعتبار أن هيئة المسجد تتكون من إمام، طاقم تسييري و مؤذن و يلعب الإمام هنا دور الرابط بين هذه الهيئة و المجلس العلمي.
يجتمع المجلس العلمي كل شهر و يتداول مجموعة من النقاط الهامة و المثارة سواء على الساحة السياسية أو الاجتماعية او غيرها، كتدارس بعض الظواهر التي تطرأ أحيانا على المجتمع من اجل التوجيه بشانها أو التحذير منها أو لفت الانتباه اليها، و على هذا الأساس نقوم بتوحيد خطب الجمعة و اختيار مواضيع الدروس و الخطب المناسبة مع الظرف و المحيط.
كما استنتجنا عبر الكثير من التجمعات أهمية و فاعلية هذا المجلس الذي أصبح يلعب دورا كبيرا في توحيد التصور و التفكير لاننا نلتقي مع السلطات الجهوية و نتناول عديد القضايا بنية صادقة ، لذلك استطعنا ان نخرج بقرارات موفقة قدمتنا و سددت خطانا في الكثير من القضايا التي عولجت بسبب النقاش الجاد و أسلوب التشاور الناجع.
على ذكر خطب الجمعة، ما المغزى من توحيدها؟إن الفائدة الأولى المرجوة من توحيد خطب الجمعة تعميم الفائدة و ضمان وصول التوجيه الديني في الوقت المناسب حتى يكون للموضوع صدى قوي داخل المجتمع و بالتالي نتيح لأفراد الأمة فرصة التطرق له و مناقشته في مجالسها و الحديث عنه بأسلوبها الخاص كانعكاس و مردود صحيح لتأثير تلك الخطب.
كما يعتبر توحيد الخطب الدينية و خاصة خطب الجمعة من أحسن الأساليب التنظيمية و التسيرية المحكمة، و الهدف من ذلك ربط المساجد بالمديريات الجهوية للشؤون الدينية، كمظهر سليم للمؤالفة بين قلوب الصحراويين من خلال الحديث عن همهم المشترك عبر هذه الخطب على مستوى وطني، لان الجميع يعرف أن التوحيد سر قوة الإنسان وقوة الدولة، بينما ضعفها يكمن في تفرقها و تشتتها.
كيف يمكن المزاوجة بين الخطاب الديني و التحريض السياسي ؟اعتقد أن هناك طرفين نقيضين و لهما ثالث وسطيا، إذ يرى البعض أن التحريض السياسي يجب أن يكون بعيدا كل البعد عن عمليات التوجيه الديني و نفس الشيء بالنسبة لأصحاب الدين الذين يعتبرونه مقدسا من المفروض أن ينأى عن كل شيء، و هذا ما اعتبره من خطا كبيرل، لان القسم الأول فيه مدعاة إلى فصل الدين عن الدولة و نفس الشيء للطرف الثاني، لهذا يعتبر الأخذ برأي هذه الأطراف مدعاة إلى صناعة السياسة بعيدا عن رأي الشريعة و الدين، و تلك دعوات مغرضة من أصحاب الأفكار المنحرفة، فلا داعي للالتفات إليها .
وفي رأيي، جميل جدا أن نحاول المزاوجة بين التوجيه الديني و التحريض السياسي لنصب كل التوجهات في مصب مصلحتنا حتى نضمن المردودية على العموم، و هذا ما تسعى الدولة الصحراوية لتحقيقه عبر ملتقيات الأئمة، المناسبات الدينية و التربصات الطارئة، أين يشارك السياسيون في صناعة القرارات و التوجهات العامة، جنبا إلى جنب مع الأئمة ليناقشوا و يخوضوا في المواضيع الهامة بجدية و اهتمام.
و قد ظهرت لنا ثمار التقاء المشارب الدينية و السياسية في تحديد مصير و توجهات الدولة خلال التربص الذي نظم في شهر ماي من هذه السنة، بحضور سلطات أمنية، سياسية و أئمة المساجد على مستوى وطني أين ناقشوا مسالة الهروب إلى المجهول كظاهرة جديدة لم يعرفها المجتمع الصحراوي من قبل، فركب موجتها الكثير من شبابنا دون علمه حتى بمرامي و أهداف وجهته و الله أدرى بالخلفيات.
لهذا يلتقي الجميع للبحث عن حلول للظواهر الطارئة في سبيل الخروج بقرارات يتفق فيها الشرع مع السياسة و بالتالي نتوصل في النهاية إلى حكم تشارك في صنعه جميع الأطراف، جماعيا و ليس فرادى، فكلما كان في القرار إجماع كلما كان له صدى و قوة في أوساط المجتمع.
يدخل علينا هذه الايام شهر رمضان المعظم ، ماذا أعددتم لهذه المناسبة الكريمة؟انه شهر للصيام فرضه الله سبحانه و تعالى على جميع المسلمين، فهو ليس بالبرنامج الطارئ و لا بالغريب علينا، و إنما هو حدث قار يطل علينا مرة واحدة في كل السنة، لذلك لا نجد أية صعوبة في التحضير له، بل نتخذ له نفس الخطط و البرامج السابقة، و أحيانا نغتنمه كفرصة لتصحيح زلات السنوات الفارطة كي نحاول تجنب تكرارها، لذلك نجد في كل برنامج جديد نعده تنوعا و تطورا عن سابقيه.
و كما أسلفت الذكر فان التوجيه الديني يتم شهريا بتعميم بعض المحاضرات و الدروس الدينية على مستوى الدوائر و المؤسسات الوطنية، و لكن في رمضان نغتنم شهر شعبان الذي يأتي عادة قبله، للتحسيس به و لتبيان الأحكام المتعلقة به كي لا نترك الصائم حتى يقع في الخطأ و من ثم نوجهه و نصحح له الطريق بل نضع بين يديه الدرب واضحا و من ثم نترك له القرار.
و في هذا الإطار نقدم الدروس و المحاضرات، كما نبث بعض الحصص الإذاعية عبر أثير الجهوية التي نستغلها اكبر استغلال خلال هذا الشهر، حتى خطب الجمعة تسير على هذا النحو الذي يصب في تحريض المجتمع و تحسيسه بأهمية هذا الشهر الكريم.
فخلال هذا الشهر يشعر الصائم أن هناك حركية غير معتادة تدب في روح المجتمع من خلال إحساس الناس بجسامة وعظمة مسؤوليتها تجاه هذه الفريضة الدينية و إن كان كل المسلمين يحملون في قلوبهم نفس الإحساس و الشعور.
إذن، أين دور المسجد في توجيه الصائمين خلال شهر رمضان؟.تنصب كل الأنظار في هذا الشهر الكريم نحو المسجد حتى الأصناف التي كانت تهجره تصبح تأويه في هذه المناسبة الدينية و بالتالي من واجب القائمين على هذه المساجد أن تشعر بهذا الإحساس و أن تضعه محل اهتمام، لهذا نحرص دوما على تحريض الأئمة باعتبارهم الفئة التي ستسهر على عملية التوجيه حتى يكونوا في اشد الاستعداد لهذا الشهر العظيم.
يجب أن يكون الإمام كفؤا مؤهلا متعلما و متفقها في الجانب الديني حتى يسهل عليه التعاطي مع المجتمع، لذلك نحث الأئمة على أن تكون الأساليب بسيطة على قدر استطاعة استيعاب الجميع، و أن يتفادوا كل الأساليب العلمية القوية أثناء تقديم الدروس التي يحضرها الجميع، و قد يحضر البعض الآخر لأول مرة في السنة خلال هذا الشهر فقط ، لهذا وجب ابتداع كيفيات لاجتذاب هذه الفئات.
كما ألححنا على ضرورة أن يكون إمام صلاة التراويح حافظا للقران، لأنه في حالة ما إذا ارتكب الكثير من الأخطاء في الصلاة امام المصلين أو في أثناء تقديمه للدروس فقد يؤدي ذلك إلى النفور و في بعض الأحيان التقليل من شان المسجد، و بالتالي لا يجب أن نخيب ظن المسلمين في هذا الميدان بل نعمل على تقديم صورة نموذجية عن المسجد النموذجي .. أصلى زينة، دروس زينة و توجيه ديني زين.. .
و من المفروض أن ينصب الحديث في هذا الشهر على القضايا التي تهم المجتمع الصحراوي، لأننا كنا نرتكب أخطاءا كبيرة في السابق عندما كنا نتحدث في محاضراتنا و دروسنا الدينية عن العموميات التي نستدل فيها بواقع مجتمعات و أمم أخرى، بينما نتجاهل واقع شعبنا، و لكن و لله الحمد استطعنا في الآونة الأخيرة أن نسلط الضوء و نعالج أمورنا الدينية و الدنيوية سواء ما هو واقع منها في مخيمات العزة و الكرامة او ما هو واقع في المدن المحتلة من الصحراء الغربية.
و في هذا الشأن كان لدينا بعض الأئمة ممن لهم أفكارا خاصة ..نحترمها طبعا.. تتفادى الحديث في دروسنا و خطبنا الدينية عن واقع إخواننا في المدن المحتلة، بالرغم من اهميتها في صلب ديننا الحنيف، فخوضنا في معانات شعبنا في المناطق المحتلة واجب ديني حث عليه الإسلام و الكلام عن ألامهم في المساجد هو بمثابة تضامن و تآزر معهم و دعوة إلى رفع الغبن عنهم و تضرع إلى الله سبحانه و تعالى لإخراج هذا الظالم الصائل عن وطننا و تحرير أرضنا و رجوعنا إلى بلادنا امنين مطمئنين، و تلك القضية مهمة جدا و ضروري أن تكون في أولويات الإمام الصحراوي و عند القيمين على المساجد و الأطر القائمة على المؤسسة الدينية بصفة عامة التي نوصيها بأهمية تمرير كل هذه الرسائل السياسية، الاجتماعية و حتى الأمنية عبر الخطاب الديني.
فهمنا المشترك هو الذي فرقنا و شتتنا، وقدومنا إلى ارض اللجوء ضرورة فرضها عامل الظلم الذي تعرضنا له بإجماع كل من أهل السياسة و الدين، و حتى الجميع يعرف جيدا أن الشعب الصحراوي طرد من بلده ظلما و عدوانا و نصفه الأخر ما زال تحت وطأة الاحتلال يعذب و يشرد و تنتهك أعراضه على مرأى و مسمع من العالم دون أن يحرك ساكنا.
و بالتالي سنحاول إنشاء الله أن نكثر في رمضان من الدعاء بالرجوع إلى ارض الوطن و بالنصر على القوم الظالمين، فيجب أن يكون شغلنا الشاغل في هذه الدنيا العمل من اجل العودة إلى الساقية الحمراء و وادي الذهب حتى نتمكن من تطبيق مقتضيات عقيدتنا و شعائرنا الدينية بكل حرية، لذلك ننتهز فرصة هذا الموسم العظيم و النفحة الربانية بتحسيس المجتمع بأهمية الوحدة و تحرير الوطن و بالتضرع إلى لله سبحانه و تعالى أن يرفع عنا ما نحن فيه من بلاء.
و هل تعتبر الإعلام مكملا ل لدور المسجد؟ أكيد، و هذا الأمر ظهر جليا من خلال التعامل الجيد الذي نتلقاه من طرف الإخوة الصحفيين العاملين بإذاعة الزملة الجهوية، والصفحات التي تنشرها جريدة الصحراء الحرة والإذاعة الوطنية و التلفزيون الوطني و ذلك بافتتاح أثيرهم بمحاضرات و دروس دينية، لهذا أشيد بالدور الكبير الذي تلعبه هذه الوسائط في تعميم التوجيه الديني، و لله الحمد فقد أثمرت تلك المجهودات في وسط المجتمع الذي نراه اليوم يناقش و يخوض في محتويات الدروس و المحاضرات التي تقدم عبر هذه الوسائط الإعلامية التي تعتبر أكثر منفعة و اكبر انتشار.
إن ما تقوم به هذه الوسائل الإعلامية يدخل في باب التعاون على الهم و المصلحة العامة، متمنيا لهم التوفيق في أداء مهامهم النبيلة، كما أتمنى ان يزيدوا من شساعة المساحة الإعلامية للمحاضرات و الدروس الدينية خاصة في هذا الشهر الكريم.
يتزامن شهر رمضان هذه السنة مع شهر حار من فصل الصيف، هل هناك كلام يود الإمام قوله في هذا الشأن؟
صحيح أن رمضان هذه السنة يأتي في ظرف استثنائي، و من هذا المنطلق أطالب القائمين على مديريات الشؤون الدينية أن يحرضوا الأئمة على التخفيف على الصائمين خاصة في صلاة التراويح التي ليس من شروطها ختم القران بقراءة حزبين كل ليلة من هذا الشهر الكريم و إنما ذلك مندوب و مستحب و ليس من الواجبات التي يأثم الإنسان مع تركها، و حتى على مستوى الدروس التي حبذا ألا تتعدى الربع ساعة، كي لا يتسلل الملل إلى قلوب الصائمين و بذلك نتفادى النفور الذي يعتبر اكبر هاجس يشغل تفكيرنا.
فالتخفيف دعوة إلى التسامح و الرحمة و اليسر أسوة بنبينا الكريم صلى الله عليه و سلم الذي يحثنا بقوله .. يسروا و لا تعسروا..، و يقول أيضا .. بشروا و لا تنفروا .. و بالتالي واجبنا التيسير في كل أمورنا و الابتعاد عن كل ما فيه عسر و صعاب، إضافة إلى ضرورة الإكثار من التبشير و ترك ما هو جالب للنفور.
كما اعتدنا رؤيته في السنوات الماضية، ينتشر كثيرا انتهاك حرمة رمضان بسبب ادعاء ارتفاع درجة الحرارة في هذا الشهر الكريم، فهل هناك رسالة في ذلك؟
إن كل إنسان ادري بشؤون نفسه، و لكن حتى إن كذب العبد على غيره فلا يمكن أبدا أن يكذب على رب العالمين الذي يعلم ما في الصدور.
صحيح انه في السنة الماضية برز تخوف كبيرا بين أوساط المجتمع الصحراوي أن شهر رمضان قد يرافقه مناخا ساخن، ولكنه مر بسلام و لله الحمد حتى المتخوفون صاموه كله بدون انتهاك لحرمة هذا الشهر المقدس. و هذا من الأمور التي نركز عليها في محاضراتنا التحسيسية، إذ نبين للصائمين على أن توفر الحرارة لا يجب أن يرتبط بنية سيئة تجاه هذا الشهر الكريم و إنما يجب ان تكون نوايانا صادقة إخلاصا لله سبحانه و تعالى الذي بيده الفصول و الأزمنة يسخنها و يبردها كما يشاء، و حتى إن تعدت درجة الحرارة مقياسها المعتاد فلا باس إن تعذبت النفس في طاعة الرحمان.
و إذا نظرنا في أصل صيام رمضان نجد أن غايته الأولى تكمن في ترويض النفس على كل ما تكرهه حتى تتزود و تتقوى بالايمان، لأننا مقبلون على حرب مع العدو نجهل تاريخها و كيفية إدارتها و قد تتزامن مع شهر رمضان، لذلك لا بد أن نصومه كما صامه من قبلنا مقاتلو جيش التحرير في سنوات الكفاح المسلح، الذين استطاعوا ان يحققوا كل هذه الانتصارات و المكاسب بفضل الله سبحانه و تعالى و تضحيات أولائك الأخيار الذين نعتبرهم أسوتنا الحسنة في كل شيء.
و كان الرسول صلى الله عليه و سلم يصوم في أيام اشد حرا من هاته و لكنه لم ينتهك يوما حرمة رمضان، و نفس الشيء بالنسبة للصحراويين الأوائل الذين كانوا يقدسون هذا الشهر مع العلم أنهم يعيشون في البوادي الصحراوية المعروفة بارتفاع درجة الحرارة في ظل غياب أجهزة التبريد التي قلما تجد بيتا من بيوت الصحراويين اليوم إلا و تتوفر فيه، و بالتالي انصح الجميع و نفسي الله الله في تقوى الله.. و أناشدكم بتعظيم هذه الشعيرة التي نتهاون في تأديتها كما تعظمها المجتمعات الإسلامية الأخرى.
من اجل الاستزادة فقط، ما هي معايير إثبات شهر رمضان، فضائله و الحكمة من صيامه؟إن الله عز و جل يقول في كتابه العظيم .. يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من أيام أخر و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خيرا له و أن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون، شهر رمضان .. إلى أخر الآية من سورة البقرة، و تتمثل الحكمة من تشريع الصوم في حصول تقوى الله جل و علا باعتبارها غاية كبيرة يجب على كل مسلم فهمها أحسن فهم، لأنها أعظم عبادة شرعها الله لعباده و التي تساعد النفس على القيام بإعمال تفوق طاقتها من باب تربيتها على طاعة الله سبحانه وتعالى في تحمل الصعاب و المشاق، ناهيك عن فوائد أخرى ندعوكم إلى استكشافها عبر متابعة الحصص و المحاضرات الدينية التي ستبث عبر الإذاعة الوطنية، التلفزيون و المساجد خلال أيام رمضان المعظم.
الغلو في الدين ظاهرة جديدة على المجتمع الصحراوي، ما هي سبل محاربتها و كيف تشرح ابرز مظاهرها ؟
تسارع مديرية الشؤون الدينية إلى تقديم حلول و معالجات لأي ظاهرة اجتماعية أو دينية تطرأ على المجتمع الصحراوي و منها ما تحدثت عنه في سؤالك المتعلق بالغلو في الدين الذي لا يعتبر ظاهرة مستجدة في حياة البشر، و إنما هي مستجدة فقط على الشعب الصحراوي.
فأي دين يوجد على سطح الأرض الا و يكون فيه الإفراط و التفريط، و هما جانبين متناقضين رافقا الإسلام منذ الأزل، فنجد مثلا تارك الصلاة و هاتك حرمة رمضان، بل نجد من يبدلهما أحيانا بفعل المنكرات و الفواحش، بينما ينتمي إلى العالم الإسلامي الذي يمقت كل هذه الأعمال المحرمة في ديننا الحنيف، لذلك نحذر من هذه الفئة غاية التحذير.
و في المجتمع أيضا نجد ظاهرة الغلو في الدين و مجاوزة الحد فيه و هي صفة نهانا النبي صلى الله عليه و سلم عنها حين قال: .. إياكم و الغلو في الدين إنما اهلك الذين من قبلكم الغلو..، و قال أيضا: .. هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون..، أي قالها ثلاث مرات، و المتنطعون هنا تعني المتشددون في الدين.
و لهذا نقوم بتأهيل و تفعيل ادوار المجلس العلمي و القيمين على الشأن الديني على مستوى جهوي من خلال التربصات و الملتقيات التي نعقدها بخصوص مناقشة هذه المواضيع التي تشكل خطرا على وجودنا، كما نتناولها أيضا على مستوى ملتقيات الأئمة التي تنظمها وزارة العدل و الشؤون الدينية سنويا، بحيث تلتقي الأئمة و تناقش ابرز القضايا التي منها ظاهرة الغلو في الدين، و بفضل الله استطعنا أن نتوصل إلى معالجة للكثير من الظواهر الغريبة على ديننا السمح و مجتمعنا المعتدل.
فالكثير من حاملي فكر التشدد قد تراجعوا عن سبيلهم بسبب مجهوداتنا الجبارة، بعد ما كانوا يعمدون إلى تكفير المسلمين، و يصفون الذي لا يشاطرهم أفكارهم بالمارق عن الدين، كما كانوا يعتقدون أن الدين الصحيح هو الذي يعتنقوه هم، وفيهم من كان يؤمن بالقول:.. إن تؤيد فكرتي فأنت مؤمن و إن تخالفني فاعتبرك مرتدا و خارجا عن دين الإسلام..، و تلك هي مظاهر الغلو و التنطع في الدين.
ولكن لله الحمد استطعنا أن نعالج هذه الظاهرة، و ذلك لا يعني أننا قد قضينا عليها كلينا، لأنه ما زال هناك بعض الشباب حملة هذا الفكر يعيش بين ظهورنا و لا أدل على ذلك انتشار ظاهرة الهروب إلى المجهول، لذا لا يجب أن نستغرب الأمر، لان الرسول صلى الله عليه و سلم قال أن الخوارج ما زالوا سيخرجون في أخر الزمان، فقالوا: و ما يفعلون؟!.. قال: يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان..، و من هذا المنطلق اعتقد أن بروز الخوارج في هذا الزمن هم الذين نصطلح على تسميتهم بأهل الغلو في دين الإسلام، لأنهم غلوا و كفروا المسلمين و استباحوا دمائهم و أعراضهم.
والدليل أننا كل يوم نشاهد و نسمع في الأخبار أنهم يقومون بالتفجيرات على مستوى البلاد الإسلامية و قل ما يفعلون هذه الأفاعيل إلا ما نذر في بلاد الكفر مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم فيهم، والذي نؤمن أن أي شيء قاله واقعا لا محالة.
و بالرغم من محدودية هذه الظاهرة فلا يجب أن نغفل عنها بل نستشعر بخطرها من اجل نصب احتياطاتنا الضرورية لاجتثاثها من جذورها، فنحن في هذا المقام نبين أسبابها و طريقة علاجها من باب المصلحة و ليس من باب الانتقام أو التشهير من شان احد أو الإساءة إليه و إنما نبحث في ذلك عن مرضاة الله سبحانه و تعالى و من ثم المصلحة العامة لهذا الشعب.
نحن ما زلنا نعيش كلاجئين، نعمل على توحيد صفنا و نطمح إلى طرد العدو، لهذا يجب أن نحارب هذه الظاهرة حتى لا ننشق فيما بيننا و حتى لا يبقى فينا من يكفر بعضنا.
و باعتبار أن هذه القضية أصبحت شغلنا الشاغل فقد عمم موضوع الغلو في الدين كدرس أساسي في خطب احد الجمعات على مستوى وطني من اجل تحذير الشباب و توجيهه بضبط عواطفه، حماسته و عنفوانه من خلال الالتزام بالوسطية، الاعتدال، السماحة و بالدعوة بالتي هي أحسن حتى يتفقه في دينه، لان الدافع الكبير إلى الغلو في الدين سببه الأول الجهل بدين الله عز و جل.
انتشار كتيبات و أشرطة سمعية تحرض على اعتناق ممارسات و شعائر دينية مخالفة تماما للطرق التي يؤديها بها المجتمع الصحراوي ، فهل من كلام في هذا الموضوع؟
سأجيب على سؤالكم من منظور شخصي، فبالنسبة لي اعتقد أن دين الإسلام لا يقاس بالمذاهب و لا بالأشخاص و إنما يقاس بالكتاب و السنة و ما ورد فيهما من أحكام دينية، إضافة إلى المسائل الفقهية المتداولة في المذهب المالكي، لذلك لا داعي للزيادة أو النقصان، كما لا داعي للانتقاد في ذلك أيضا.
يمكن فعلا أن يكون الشعب الصحراوي قد ألف الكثير من الأمور الخاطئة في ممارسته لشعيرته الدينية و لكن الكثير منها قد عولج و لله الحمد، و هذا أمر طبيعي جدا كوننا بشر نخطيء و نصيب، في الوقت الذي حافظ على بعض المسائل الأصيلة التي ما زالت مترسخة في ثقافته الدينية كالحث على الصلاة، الصوم و حفظ الأمانة و الصدق و غيرهما من الخصال التي لا تحتاج إلى كتب أو أشرطة تعليمة.
كيف تبرز أهمية الوحدة في المذهب الفقهي؟منذ أمد بعيد اعتمد المجتمع الصحراوي المذهب المالكي و ما زال عليه حتى اليوم، و من اجل الحفاظ عليه عقدنا ملتقى وطني للائمة قبل سنة أو سنتين تناولنا فيه موضوع المذهب المالكي، و خرج الجميع بخلاصة واحدة انه لا يجب أن يمس من المسائل الفقهية كي لا تخرج الفتاوى عن نطاق المذهب المالكي، لذلك اعتقد أن الوحدة في المذهب الفقهي مهمة جدا لتوحيد أي مجتمع مسلم من اجل ألا تتناطح الآراء و تختلط الفتاوى و بالتالي يهوى المجتمع ضحية لذلك.
الأسئلة الساخنةينتشر في وسط الشباب الصحراوي الانتهاك العلن لحرمة رمضان، هل هناك نصيحة تود توجيهها لهذه الفئة؟
أكيد.. و الهب المستعان .. ، ان مسؤولية ذلك تقع على عاتق أولياء الأمر، فنحن كأناس عاديين لسنا مكلفين بأي سلطة على هذه الفئة و إنما واجبنا نصحها و توجيهها لا غير، فلا نضرب و لا نعاقب لان ذلك من واجب ولاة الأمور كمسئول أول عن ردع هؤلاء السفهاء الذين ينتهكون حرمة رمضان في وضح النهار دون مبالاة و احتراما لشعور الصائمين.
و لكي نحد من ظاهرة الاجهار بالإفطار في رمضان اقترح أن يعاقب كل السفهاء بنشر أسمائهم كأمثلة عبر المهرجانات و المحاضرات، و بالتالي ادعوا الجميع إلى التواضع أمام الحق و التعاون على فعل الخير، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
يحدث أحيانا تفاوت في وقت آذان الإفطار بين المساجد و الإذاعة الوطنية، فمن يتحمل المسؤولية؟إن إمام المسجد هو الذي يتحمل مسئولية هذا الموضوع، لان المديرية المركزية للتوجيه الديني الفت توزيع رزنامة شهرية ثابتة لوقت آذان الإفطار و الإمساك لشهر رمضان، لهذا أعطيت لكل مسجد نسخة تبقى نسبة الالتزام بها متفاوتة بين المساجد، فدورنا كمديرية جهوية مكاتبة المركزية في الذين يخلون بهذه الرزنامة من اجل اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في حقهم.
و ماذا عن تأخر ترميم المساجد؟هذا الموضوع ما زال في قسم الأرشيف، بالرغم من أننا كاتبنا و بعثنا بالكثير من الرسائل، و وعدنا بالكثير من الوعود، و لكن لا جديد في ذلك إلى درجة أننا لم نر إلى حد الساعة أي مسجد قد رمم من طرف الجهات الوصية.
و أين وصلت إشكالية تقاعس فئة الشيوخ عن ولوج المساجد؟أكيد أن هذا الأمر صل في سنوات خلت، و لكن في الزمن الأخير و لله الحمد أصبح الكثير من الشيوخ يزاحمون المساجد في الصفوف الأمامية و ذلك أمر بات مشاهدا في الكثير من المساجد إلا ما نذر.
أسئلة شخصية
من هو قدوتك في الحياة؟
الرسول صلى الله عليه وسلم.
و ما أخر كتاب قرأته؟القران الكريم
من أي الوسائط الإعلامية تفضل استيقاء أخبارك؟أنا من المولعين بالمطالعة، و هي أحب شيئا لدي، لان بها بلغ الإمام البخاري ما بلع في درجات الإمام الكبير و نفس الشيء بالنسبة للإمام الزهري، و غيرهم من أئمة المسلمين، و المطالعة أيضا هي التي نفعتنا و لله الحمد في مسيرتنا العلمية، وبالرغم من أن الوسائط الإعلامية التي تختلف من حيث الخصوصية و طبيعة الوسيلة متوفرة، إلا أنني ما زلت أفضل الورقي منها لأنها أطول عمرا و تدوم أكثر من الخبر و المعلومة الإذاعية التي تمر في لحظات سريعة قد يدركها المتلقي و قد تفوته.
أمر آخر كنت تود الخوض فيه و لم نسألك عنه؟
علاقة السلطة بأئمة المساجد.
تفضل، ماذا تريد القول في هذا الشأن؟بالرغم من المجهودات المشتركة المبذولة لتطوير أساليب التوجيه الديني بصفة عامة، أتمنى من مسئولي الدوائر أن يتقوا الله في أئمة مساجدهم الذين أتمنى أن يقوموا بدورهم بكسر الكثير من الحواجز التي تفرق بينهم و بين المجتمع حتى نتفادى الأخذ بالأحكام المسبقة التي قد تكون في النهاية ظلما و جورا.
أخر كلمة..أشكرك شخصيا على الثقة الكاملة التي أوليتها لشخصي بفتحك لي هذا المجال الإعلامي باختياري ضيفا لحوار جريدتكم التي تعتبر من الوسائط الإعلامية التي ما زالت تثقفنا و تطورنا و التي بفضلها مدنا الله بقوة كبيرة كنا نفقدها.
لقد قرأت الكثير من الحوارات في جريدتكم التي تهدف إلى استنفار الذاكرة الجماعية بمحاورة أهل العلم و الثقافة و الدين .. جمعتو امعاهم في خيامهم ..، فاستخرجتم من صدورهم كنوزا كانت دفينة، لهذا اعتبر أنكم بذلتم مجهودا جليلا نتمنى أن يتواصل ليس في مجال الثقافة و التراث و السياسة فقط، و إنما أيضا في الميدان الديني، لان المجتمع الصحراوي ما زال يحفظ في جوفه الكثير من الأسرار القابعة في طي النسيان، لهذا يجب أن يعرف المجتمع أن هناك علماء و مشايخ و أئمة مقتدرين، إضافة إلى وجود طاقات ميتة قد لا يحييها غير الإعلام.
و اختم حديثي بقول النبي صلى الله عليه و سلم .. لا يشكر الله من لا يشكر الناس ..، و بدورنا نشكر طاقم جريدة الصحراء الحرة على إتاحتنا هذه الفرصة و أتمنى لكم التوفيق و النجاح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق