مغالطات واستخفاف بعقول القراء ردا على مقال :" محاربي تندوف هم بصدد التحول إلى محاربي التنظيم الإسلامي العالمي " للكاتب بودريس درهمان

من الجهل بمكان ان يتحدث أي شخص عن واقع غير ملم بخباياه ومن التسرع ايضا بمكان اطلاق الاحكام جزافا على اشخاص او هيئات رسمية او مستقلة او تحميل أي جهة مسؤولية ما دون علم واستناد الى بينة ، اواعتماد التخمينات والتكهنات في الحديث عن قضايا انسانية يصعب في تحليلها والغوص في اعماقها اعتماد السرد المجرد من المعلومات الدقيقة والإحصائيات الموضوعية الصحيحة ، والامر الذي نحن بصدد الحديث عنه هو موضوع طرحه " الكاتب بودريس درهمان " في موقع الحوار المتمدن تحت عنوان :" محاربي تندوف هم بصدد التحول إلى محاربي التنظيم الإسلامي العالمي " يتحدث فيه عن تحول حركة البوليساريو وما يسميه هو بالمد الإسلامي الذي يجتاح مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف ، وكأن الشعب الصحراوي غير مسلم او يحتاج لان يجتاحه مد من نوع اسلامي او جهادي او غير ذلك مما قد يتوهمه أي شخص يحمل نوايا خبيثة وافكار غير موضوعية للتطاول على حق المقاومة المشروعة ومحاولة ربطها بسلوكات ارهابية الاسلام منها براء ، وإن تظاهر اصحابها بالاسلام او اتصفوا باسماء الجهاد فلا يمكن تبرير الارهاب وزرع البلبة وترهيب الامنين باي حال من الاحوال ،كما هو الحال الذي تتعامل به قوات الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية في قمع وترهيب المدنيين وكما هو الحال في الحركات الارهابية في العالم ككل وإن كان الكاتب فد استطرد في الحديث عن خليط التوجهات المزعومة السائدة في مخيمات اللاجئين وكأننا نعيش في دولة كبيرة تضم مدارس فكرية وتوجهات فلسفية لم تعد تجمعها الدول العظمى فضلا عن مخيمات للاجيئن اجبرتهم طائرات القصف المغربي والحملة العسكرية الهمجية على النزوح والفرار بانفسهم ليجدوا انفسهم مكدسين في مخيمات تفتقر لضروريات الحياة ، وظل الأمل يحدوهم في غد مشرق تعود فيه حقوقهم المسلوبة ويعودوا الى ارضهم حرة مستقلة كما عهدوها قبل الاجتياح الغادر لقوات الهالك الحسن الثاني جزاه الله بما يستحق
فالحديث عن اجتياح للفكر الجهادي المتطرف للمخيمات هو حديث يفتقر للصدق وعار من الحقيقة ونحن سكان هذه المخيمات نؤكد عدم وجود لادعاءات هذا الكاتب ولمن اراد التأكد فندعوه لزيارة المخيمات والتجول بحرية للبحث عن هذا الفكر او غيره من الافكار التي ذكرها الكاتب .
ثم ما يدعونا الى الاستغراب يكمن في الدوافع التي جعلت الكاتب يخوض في حديث كهذا لايتوفر على ابسط معلومات ولم يذكر أي معلومة تستند الى دليل حسي على ارض الواقع ، ماذا يربح الكاتب حينما يتحدث عن اوهام هي من نسج الخيال في ان الحمهورية الجزائرية هي التي اسست " الرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي " فجميع الاخوة الاساتذة والائمة والمفكرين الذين وقعوا على بيان التأسيس والتزموا بالسير قدما من اجل نصرة الشعب الصحراوي والدفاع عن حقوقه المغتصبة جميعهم في مخيمات اللاجئين وهنا يمكنني القسم بان لا علاقة للدولة الجزائرية بهذه الرابطة ولا علم لها بها قبل التاسيس وربما بعده ايضا رغم اننا نرحب بكل الدول العربية والاسلامية للاضطلاع بدورها في نصرة الشعب الصحراوي المظلوم والتعاون مع الرابطة وغيرها من مكونات وهيئات الدولة الصحراوية مادام الهدف واحد وهو الدفاع عن الحقوق ونصرة المظلومين .
وحديث الكاتب عن زيارة المجاهد أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية تحويل الزيارة عن مجراها الطبيعي ، هو في الحقيقة محاولة يائسة لمعالطة القراء الكرام فهذه الزياة هي عربون وفاء قطعته الحركة على نفسها في الدفاع عن القضايا العادلة في كل انحاء الكون ورد صريح وميداني على الكذب المفضوح التي بات السمة الغالبة لكافة الأحزاب المغربية الموالية للملك حتى التي تدعي أنها أحزاب إسلامية أو تدافع عن المبادئ الإسلامية كحزب العدالة والتنمية المغربي المعروف بالنفاق السياسي والعزف على سنفونية الدين لمغالطة الراي العام المغربي والإسلامي والذي لفق كذبه على حركة حمس واتهامها بالموافقة على الاطروحة المغربية المتجاوزة من لدن كل المجتمع الدولي ومنظماته ، إلا ان المتتبع للشأن السياسي المغربي يتبين له ان هذه الأحزاب لا يمكن لها الخروج عن السياسة التي أوجدتها و التي ربتها على لعق وتقبيل الايدي والجلابة لأصحاب الفضل عليها .
ويبقى ان نقول لكل من يريد معرفة حقيقة الاوضاع التي يعيشها الشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين بإمكانه ان يزور المخيمات او يسأل الصحافة العالمية بما فيها الصحافة المغربية ـ نيشان ـ التي زارت المخيمات وجابت ولايات الوطن دون اعتراض من احد او تضييق كما يمكنهم ان يسألوا منظمات الإغاثة الغربية العاملة في المخيمات منذ عقود والتي لم تسجل أي شيء يمكنه ان يكدر صفو الحياة العامة للمخيمات من الناحية الفكرية او السياسية .
كذلك يمكن الرحوع الى تقارير منظمات حقوق الإنسان المستقلة والتي تتقصى الأخبار بدقة وتبني تقاريرها على شهادات حية من عين المكان او الرجوع الى بيانات الرابطة التي تبين الوضعية الحقيقية للمخيمات بالصور الحية والمعلومات الدقيقة .
هذا التوضيح هو لمن يبحث عن الحقيقة التي لا يمكن حجبها مهما تعاظمت حجب الدعاية المغربية التي سخرت اموال الشعب المغربي الشقيق لتحريف الحقائق وتزوير الوقائع وشغل الشعب المغربي بصراعات وهمية تخوضها مخابرات المخزن ضد اعداء لا وجود لهم إلا في مخيلة الدعاية المغربية .
كما يمكن ان اطمئن الكاتب الى عدم الخوف على ساكنة المخيمات فهم تحت ايد امينة استطاعت ان تحفهم برعايتها بعد الله تعالى طيلة سنوات الحرب والسلم واستطاعت ان تخوض حربها التحريرية بشعب حديث عهد بالاستعمار الاسباني الذي كان يعتمد سياسة التجهيل والتفقير وزرع التفرقة وهي قادرة على اكمال مسيرتها النضالية الناصعة وان تحافظ على الشعب الصحراوي وهو شعب مثقف واعي بقضيته يناضل تحت عباءة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ويعتبرها الممثل الشرعي والوحيد الذي يمكنه الحديث والتفاوض باسمه ، ومن هنا يتضح ا ن أي حديث عن عكس ما نقلناه من الواقع ، هو حديث مأجور وسخافة واستخفاف بعقول القراء هذا إن لم نشكك في نوايا اصحابه وخدمتهم لاجندة المخابرات المغربية التي عادة تنسج مثل هذه الادعاءات التي ما تلبث ان ينكشف زيفها وتذهب ادراج من نسجوها

بقلم : حمه المهدي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تفاعل معنا

الاكثر تصفح خلال الاسبوع